الأحد، 26 أبريل 2009

منتفـ الليلـ




في جنبات الليل وسكونهـ
رأيته يقتربـ منيـ ,,
ويكاد نوره يتخطانيـ
وقفـ امامي شامخا بجمالهـ
وبادرني بالسؤال
مالي أراك تكتسيك الاحزان؟
قلت : وهل للاحزان مفرٌ مني ..!!
قال : مالي أرى دموعكـ تغرقـ ماستيكــ؟
قلت : وهل لعيناي ان تتخلى عن معشوقتها..!!
قال : ما بال قلبكـ تنزف جراحهـ ؟؟
قلت : كيف وكل جرح يفتح جراح..
قال :انتي من اكتنزتيهم .. و قيدتي حياتكـ بهم .. وجعلتي قلبكـ مرتعاً لهم ..
قلت : كيف تقول هذا وانا ابغضهم .. وهل يعشق الانسان الاحزان !!
قال : غيركـ كثيرين انتهلوا من رحيق الألم ,, واوصدوا عن الفرحـ أبوابهم ..
قلت : كيف لك ان تقول هذا وانت تعلم عنـ بحثي عن السعادهـ ؟؟
قال : انتيـ هنـا وما زلتي هنـا .. واخترتي ان تبقيـ هنا ..
قلت : ما بالك ايها القمر .. هل بعدكـ ابعدكـ عن المنطقـ ,,
قال : ما قصدتهـ بعيدٌ عن ما ظننتيهـ .. فانتي هنـا ,, اي في بقاع الحزنـ
وما زلتي هنا ,, اي غارقة فيهـ ..,, واخترتي ان تبقي .. فانتي من جعلتيهـ يتملكك,,
قلت : كيفـ لكـ ان تشعر بي ,, وانت حديث العشاقـ ,, وملتقى المحبينـ ,, وشاهد المغرمينـ ,,
قال : ولا تنسي رفيقـ الاحزانـ ,, فانا معكم معشر المحزونينـ ,, اداري دمعاتكم ,,
اراقبكـ اوجاع قلوبكمـ ,, واخاطب جرحـ مشاعركمـ ,, ولكنني !! مو قن انه من ايديكمـ ,,

قلت : وكيف ذلك؟؟
قال : فالحياة رحيقين ,, احداهما عذب المذاق ,, والاخر علقم ,,
وكلٌ منكم له حرية الاختيار ..
قلت : وهل يخير المرء بين العذب والعلقم ويختار العلقم ؟؟
قال : نعم ..!! فهذا انتمـ ,,
نظرت إليه بتعجب واضح ,, ارقب حديثه
قال : نعم ,, فما انتي فيه بيديكـ اقترفتيه ,, وبيديك ابقيتيه
فانتم معشر البشر .. بيدكم تزرعون السعاده في نفوسكم
او تحولونها لـ بقاع من الألام ..
فكم من مجروح ,, ابدل جرحه بفرح ,, وكم من حزينـ صنعـ من
الحزن بواية للسعادهـ ,, وكم من متألم ,, جعل من الالم خطوه
للنجاحـ ,,
فكل منا تداعبه الاحزان ,, ولكن!! سيطرتنا عليها تختلف ,,
فلا تجعليها تسيطر ,, ولكن اجعلي نفسـ القائد في المسأله ,,
انتي ربان حياتكـ وانتـ من يقودها في عرض بحر الحياة ,, فإن
احسنتي الوجهه فقد وصلتي لبر الأمان ,, وان اخطئتيها ,,
فستظلين في عرض البحر..

وقفت أتأمل كلامهـ ,, يأخذني خيالي لمواقف
فتحت لي باب السعادهـ من غير علمها ,, ولكنني
اوصدته بجهليـ ,,
قال : ما بالي أراكـ صامته ,, تتفكرين ؟؟
قلت : ابهرني كلامكـ ,, ووجدت من الصحة فيه منطقـ
قد علمتهـ ولكن غشاوة الألم ابعدتهـ عن ناظريـ ,,
قال : حانـ وقت ذهابيـ ,, فالشمسـ قادمهـ الان
ولكن !! اردت ان اودعكـ بأملـ اللقاء غدا وانت
من عشاقـ السعادهـ ,, وتذكري ,, ان الحزن والفرح
ينبعانـ منكـ ,, و لكـ ,, فلا تجعليـ احدهما يسيطر على
الاخر ,, واجعلي التوازن خير مقياسـ ..
رحــــلـ
قبل ان يجعلني اشكرهـ او اودعهـ
او حتى ان أجيبهـ ,,
فرسالتهـ لامست قلبيـ قبل عقليـ

هناك تعليقان (2):

فراشة المرج يقول...

الحزن
الالم
الهم
.
.
.

لايخلو يوم دون الليل
ولاتخلو السماء من السحب او ربما غيوم داكنة حجبت شمس صباح مشرقة

الحزن ..
ترجمة داخلية لهموم تبثها الايام
وتكدسها الاحداث والظروف القاهرة

لكن ،
علينا ان نوجهها في تيار امواجه هادئة لا مضطربة
حتى تهدا تلك النفس الثائرة
وترى بؤس الحياة بنظرة مشرقة متفائلة

.
.
.

لقلمك عبير ندي
ورحيق عذب
دمتي بود

... يقول...

فراشه

لولا قلمك لأغلقت بيبان

مشاعري ..

والجمتها .. في قيعان قلبي ..

كم أحبكـ